وحدة الصوتيات (الفوج الثالث )
الصوت اللغوي و علاقته بالبلاغة:الصوت اللغوي بمعنى عام : هو الاثر السمعي الذي به دبدبة مضطربة و لو يكن مصدرها جهازا صوتيا حيا . او هو الاثر الواقع على الأذن من بعض حركات دبدبية للهواء و يقضي ذلك ثلاث عناصر :
1- جسم يتدبدب
2-وسط تنقل فيه الدبدية الحاصلة عن الجسم المتدبدب
3- جسم يتلقى هذه الدبدبات الصوتية
أما الصوت اللغوي فهو الأخر آثر سمعي سواء أنه يصدر طواعية على أعضاء الجهاز النطق عند الإنسان ،نجد من البلاغيين الذين تناولو الصوت أنه بمعناه العام ك "ابن سنان" الذي يعرف الصوت أنه عام لا يختص و انه معقول و انه عرض و ليس بجسم مادي و هو مدرك بحاسة السمع و انه لا يجوز وجود الصوت إلا في محله و الأصوات تدرك بحاسة السمع في مجالها و لا تحتاج الى انتقال مجالها و انتقالها وفي ذكره للعناصر الثلاث التي ألمحنا إليها فإشتراطه المحل لوجود الصوت يعني الجسم الذي ينشأ عنه الصوت و ان لم يشر الى دبدبة ذلك الجسم الا انه يصف بأنه عرض له جسم يوحي بأن الصوت مسبب عنه .كما ذكر الجسم المتقبل لصوت الأذن المستقبلة .
الوسط الناقد للصوت فيشير إليه قوله ان الصوت يتولد في الهواء و انه يحتاج الى حركة ...و قد ذكر فخر الدين الرازي الوسط الناقد للصوت معبر عنه بتموج الهواء ليس حركة انتقالية من مبدأ واحد لعينه الى منتهى واحد لعينه الى حاة شبيهة بتموج الهواء .لأنه أمر يحدث شيئا فشيئا و أنه سبب التموج هو القرع او التفريق العنيف هو القلع "التفسير الكبير مفاتيح الغيم " فكأنه يقصد بذلك دبدبة الصوت التي تنتقل في الهواء مشيرا الى الجسم المتقبل بقوله "ماهية الصوت مدركة بحس السمع"
وقد كان لجهود بعض اللغويين أثر بما جاء في درس البلاغ في ذلك ما ذهب إليه ابن جني ما ان الصوت عرض يخرج من الجسم مستطيلا متصلا حتي يعرض في الحلق و الفم و الشفتين و مقاطع التثنية عن امتداده و إستطالته فيسمى المقطع أينما عرض له طرف "سر صناعة الإعراب" .و قد نقل ابن سنان و ابن الجزر ويبدو من هذا القول اطلاق اسم حرف على الصوت اللغوي.مع انه حقيقة الصوت ليست حرف .
فالحروف وحدات ذهنية في نظام اللغة و الأصوات اعمال نطقية وتعد الحروف رموزا للأصوات .وهي محدودة ثمثل أبجديات اللغات الإنسانية و في كل لغة من الأصوات أكثر مما نكتبها من تلك العلامات أو الحروف و قد أدرك بعض البلاغيين هذه الحركة فقد ذكر الجاحظ أن المخارج لا تحصى و لا يقاف عليها و قال ابن سنان ان الكتابة غير اللسان "سر الفصحة" .
فالصوت جزء من تحليل الكلام و ان الحرف جزء من تحليل اللغة . ومن اجل ذلك كان القصور في تلك الأيجديات التي مثلثها الحروف لتباثها مع ان الأصوات اللغة تتغير .معنى هذا ان هناك من الأصوات ما ليس لها علاقة كتابية في تلك الأبجديات هذا ما يفهم من كلام الجاحظ .
و لابد للصوت اللغوي من انتظام مخصوص عند تقطيعه كي يتألف منه الكلام الدال
يقول الجاحظ: و لاتكون الحروف كلاما الا التتقطيع و التأليف و ذكر ابن سنان شرط في تنظيم الأصوات و الإفادة في نطقها كي يكون تأليف الكلام من الأصوات مقبولا..
يعد الخليل بن أحمد اول من ذاق الأصوات العربية و رتبها ووفق مخارجها و ذكر صفاتها وقد اهتدى بعمله هذا أبلغ العلماء بعده .فالفراهيدي يعتبر الأصوات او الحروف العربية هي 29 حرفا و هي كذلك عند سبويه و ابن جني و ذهب المبرئ الى انها 28 لها صور اي تحققات و مجمل الخلاف في أعداد الاصوات ات في اختلافهم من صوت الهمزة .
و اهتم الدرس البلاغي بأثر الأصوات في بناء الألفاظ من ناحية سهولتها في النطق . معد لذلك شرطا من شروط الفصاحة .فالأذن تتشوق من الصوت الخفيف الجهير الهائل حتى شبهوا الأصوات في الإسماع في الإبصار .فما استلذه السمع منها فهو الحسم و ما كرهه و نبى عنه فهو قبيح .وصف الكلمات القبيحة في السمع الجهامة اما العذبة بالرشاقة و ما ذلك الا ان الألفاظ في سهولة تركيبتها و سلاستها و وعورة بمنزلة الأصوات في ظنينها و اللذة في سماعها .
ما دكره ابو الهلال العسكري "فما إذا كان الكلام قد جمع السلاسة و النصاعة و السهولة و الرشاقة و اشتمل على الرونق و الطراوة و بعد عن سماجة التركيب و رد على الفهم الثاقب قبله و لم يرده و على السمع الموصيبي استوعبه و لبيان اهمية الصوت في بناء الوفد و الكلام لا بد من توضيح بعض المقاييس التي اهتم بها الدرس البلاغي .
من إعداد الطالب : محمد المعاشي.