تلخيص كتاب علم الأصوات، كمال بشر، الجزء الأول.
الباب الأول
الفصل الأول :
علم الأصوات وجوانبھا :
تتعدد تقسیمات وتفریعات علم الأصوات بحسب مسیرة إصدار الأصوات
ومراحلھا من حیث الأداء، وبحسب طبیعتھا من الناحیتین المادیة والوظیفیة.
التقسیم الأول: یمر الكلام عبر خمس مراحل، وھذه المراحل متتابعة ویلي بعضھا بعضا حتى
تتم الدائرة الكلامیة بین المتكلم والسامع، وھي كالتالي :
: 1الأحداث النفسیة والعقلیة التي تجري في ذھن المتكلم قبل وأثناء الكلام.
: 2ھذه العملیة (عملیة إصدار الكلام) تتم عبر إنتاج الأصوات من طرف ما
یسمى بجھاز النطق.
3
: حركات أعضاء جھاز النطق تنتج عنھا موجات
وذبذبات تنتقل عبر الھواء من فم المتكلم إلى أذن السامع.
: 4حدوث عملیات عضویة في الجھاز السمعي للسامع إثر تلقیھا تلك الموجات والذبذبات.
5
: حدوث عملیات ذھنیة في ذھن السامع نتیجة لتلقیھا للأصوات على شكل موجات وذبذبات،
ھذه العملیات الذھنیة تفضي إلى فھم السامع المراد من الكلام.
الأصوات المشكلة للكلام لھا ثلاث جوانب متصلة لا یمكن تصور أحدھا
منعزلا عن الآخرین.
1ـ جانب إصدار الأصوات أو الجانب النطقي : وھو ما یعبّر عنھا بالجانب الفیزیولوجي أو العضوي للأصوات، ویتلخص
في عملیة النطق ما تتضمنھا من حركات أعضاء النطق.
2ـ جانب الإنتقال أو الإنتشار في الھواء، أو الجانب الأكوستیكي أو
الفزیائي : یتمثل في الموجات الصوتیة والذبذبات المنتشرة في الھاء.
3ـ جانب استقبال الصوت، أو الجانب السمعي: المتمثل في عملیة تفكیك
وتحویل ھذه الذبذبات إلى معنى یتمثل في ذھن السامع عقب العملیة الكلامیة التي تصدر
عن المتكلم، فالجوانب المذكورة سابقا تقع ضمن ما یسمى بعلم الأصوات (الفونتیك)،
وھو من یختص بالبحث فیھا دون كافة فروع علم اللغة. و تعدد جوانب علم الأصوات اقتضى
تنوع و تعدد المناھج علم الأصوات، وھذا ما حدث بالفعل، إذ ظھر في الحقل اللغوي
ثلاث فروع أساسیة لعلم الأصوات تختلف من حیث الطبیعة والنشأة والوسائل والقوة
والضعف.
: 1 علم الأصوات النطقي أو الفزیولوجي.
علم الأصوات النطقي ھو: أحدث فروع علم الأصوات، و أكثرها انتشارا في الأوساط اللغویة كلھا،
وذلك بسبب طبیعة ھذا الفرع من علم الأصوات ووظیفته، ذلك بأنه : یدرس المتكلم
بالنظر إلى أعضائه النطقیة وما یعتریھا من حركات، وتحدید وظائفھا ودورھا في عملیة
النطق، بالإضافة إلى تحلیل میكانیكیة إصدار الأصوات وھو مقارنة مع الفرعین الآخرین
سھل المنال بالنسبة للملاحظة الذاتیة والممارسة الشخصیة
