قصيدة : وصف الجنة لابن القيم الجوزية.



ياخاطب الحورالحسان وطالبا ** لوصالهن بجنة الحيوان
أسرع وحث السير جهدك إنما ** مسراك هذا ساعة لزمان
هي جنة طابت وطاب نعيمها ** فنعيمها باقٍ وليس بفــان
وبناؤها اللبنات من ذهب ** وأخرى فضة نوعان مختلفان
سكانها أهل القيام مع الصيام ** وطيب الكلمات والإحسان
للعبد فيها خيمة من لؤلؤ ** قد جوفت هي صنعة الرحمن
أنهارها في غير أخدودٍ جرت ** سبحان ممسكها عن الفيضان
من تحتهم تجري كما شاءوا ** مفجرة وماللنهرمن نقصان
ولقد أتى ذكراللقاء لربنا ** الرحمن في سورمن القرآن
أوماسمعت منادي الإيمان ** يخبرعن منادي جنة الحيوان
يا أهلها لكم لدى الرحمن ** وعدو هو منجزه لكم بضمان
قالوا أمابيّضت أوجهنا ** كذا أعمالنا ثقلت في الميزان
وكذاك قد أدخلتنا الجنات ** حين أجرتنا حقاً من النيران
فيقول عندي موعدٌ قد آن ** أن أعطيكموه برحمتي وحناني
فيرونه من بعد كشف حجابه ** جهر اًروى ذا مسلم ببيان
وإذ رآه المؤمنون نسوا الذي ** هم فيه مما نالت العينان
والله مافي هذه الدنيا ألذ ** من أشتياق العبد للرحمن
وكذاك رؤية وجهه سبحانه ** هي أكمل اللذات للإنسان
لله سوق قد أقامته الملائكة ** الكرام بكل ما إحسان
فيها الذي والله لاعين رأت ** كلا ولا سمعت من أذنان
كلا ولم يخطرعلى قلب ** امرئ فيكون عنه معبرابلسان
واها لذا السوق الذي من ** حله نال التهاني كلها بأمان
يدعى بسوق تعارف مافيه ** من صخب ولاغش ولا أيمان
هذا وخاتمة النعيم خلودهم ** أبداً بدارالخلد والرضوان
يارب ثبتنا على الإيمان ** واجعلنا هداة التائه الحيران
وأعزنا بالحق وانصر نابه ** نصر اًعزيزاً أنت ذو السلطان
وعلى رسولك أفضل الصلوات ** والتسليم منك وأكمل الرضوان
وعلى صحابته جميعاً والألى ** تبعوهم من بعد بالإحسان
ابن القيم الجوزية رحمه الله تعالى.



هل أعجبك الموضوع ؟

تعليقات المدونة :