تلخيص كتاب علم الأصوات، كمال بشر، الجزء الثاني.

تلخيص كتاب علم الأصوات، كمال بشر، الجزء الثاني.

والدراسات الصوتیة قدیما كانت مرتبطة بھذا الجانب، لافتقارھا إلى الأجھزة المساعدة في الكشف عن الجوانب الأخرى للصوت اللغوي. وسار الأمر على ھذا المنوال، أي الاعتماد على الملاحظ الذاتیة والممارسة الشخصیة  إلى أن اتجه علماء الأصوات إلى الاستعانة بالعلوم الأخرى لتوثیق مادتھم، وتأكید نتائج بحوثھم، كعلم التشریح وعلم الأحیاء والفیزیولوجیا. وقد كان لعلم التشریح آثار بعیدة في الكشف عن عملیة النطق وحقیقة ما یجري داخل الجھاز النطقي، ومن ثم تمت تسمية علم الأصوات الفیزیولوجي بدل علم الأصوات النطقي.

: 2 علم الأصوات الأكوستیكي أو الفیزیائي.

ھو علم حدیث العھد بالوجود نسبیا لأنه یمثل المرحلة الوسطى بین علم الأصوات النطقي وعلم الأصوات السمعي، وفضل العلوم الأخرى كبیر في الكشف عن خواص الأصوات وطبیعتھا، وكان الفضل تحدیدا لعلماء الفیزیاء المتخصصین في علم الأصوات ووسائل الاتصال الصوتي بوجه خاص، واستطاع اللغویون بفضلھم تحدید میدانھم وطوروا لأنفسھم تحت ضوء ذلك منھجا خاصا بھم یتسق ویتناغم مع طبیعة موضوعھم، وخصصوا اسم علم الأصوات الأكوستیكي اسما ممیزا لھذا المیدان، ومن ثم كانت التسمیة الأخرى لھذا العلم بعلم الأصوات الفیزیائي من باب إطلاق الخاص على العام، و وظیفة ھذا العلم مقصورة على المرحلة التي یقطعھا الصوت بین فم المتكلم وأذن السامع على شكل ذبذبات وموجات.. ولقد أحدث ھذا العلم ثورة في الدرس الصوتي بفضل تطور وسائله، وعكس ھذا التطور في صور متعددة :

أ : الكشف عن حقائق صوتیة لم تكن معروفة من قبل.

ب : تحدید مناھج الدرس وطرقه.

ت : تأیید بعض الحقائق التي توصلوا إلیھا سابقا بطرق تقلیدیة.

3 : علم الأصوات السمعي : وھو أحدث فروع علم الأصوات وھو جانبین : جانب عضوي وجانب نفسي : الجانب العضوي ھمه النظر في الذبذبات التي یستقبلھا الجھاز السمعي وفي میانیكیتھا ووظائفھا عند استقبالھا الذبذبات الصوتیة، وھي تقع ضمن مجال علم وظائف أعضاء السمع.. أما الجانب النفسي فھو یركز على كیفیة حدوث عملیة الإدراك بعد استقبال الجھاز السمعي للذبذبات، وھي مرحلة نفسیة میدانھا الحقیقي علم النفس.. وھما معا ( أي الجانب العضوي والجانب النفسي) متصلان غیر منفصلینن إذ ھما خطوتان متتالیتان لعملیة استقبال الأصوات، ولھذا جرى العرف على تسمیتھما تحت مسمى واحد: علم الأصوات السمعي.. وتقدم خطوات البحث في ھذا الفرع من العلم بجانبیه معا غیر أن الاھتمام به لا یزال محصورا في دائرة ضیقة، ھي دائرة المتخصصین، كما أن ھذا النوع من العلوم یحتاج إلى آلات وأجھزة تقنیة متطورة غیر متاحة له، وحتى وإن توفرت فالتعامل معھا قد یثمر نتائج غیر دقیقة، والنتیجة تخلّف علم الأصوات السمعي بجانبیه أشواطا عن غیره..

التقسیــــم الثانـــــي:  الفروع الثلاثة التي رأیناھا سابقا توجه اھتمامھا إلى دراسة المادة الصوتیة المنطوقة، من حیث نطقھا وتحلیلھا، لكن علماء الأصوات لا یقنعون بھذا فقط، بل یعمدون كذلك إلى مرحلة أعلى مستوى : ھي مرحلة التقعید والتقنین، أي مرحلة استنباط القوانین العامة المنظِّــمَة لعملیة إنتاج الأصوات. والدراسة الصوتیة بھذا المعنى تسیر على مستویین :

إضغط هنا للانتقال للجزء الثاني