على: الفونیتیك التجریبي: یقوم على الدراسة الفیزیائیة للأصوات. الفونیتیك بالمعنى الضیق: وھو شدید الارتباط بالفونولوجیا، لأنه یقوم
بتصنیف الأصوات ووضعھا في نظام فونولوجي معین. وینتھي الإنجلیز بھذا إلى نتیجیتین:
أ ـ لا یمكن الفصل بین
الفونیتیك والفونولوجیا بأي حال من الأحوال، لأن كلاھما جزء لا یتجزأ من من علم
اللغة، ولیس من الخطأ تسمیتھما باسم واحد.
ب ـ في حال التفریق بینھما،
لا یعدو أن یكون الفونولوجیا منھجا لتنظیم مادة علم الفونیتیك وتقعیدھا، أي أن
الفونیتیك یجمع المادة اللغویة والفونولوجیا یطبخه، ویحیلھا إلى شيء نافع. ھذا وقد
طورت المدرسة الإنجلیزیة البحث في مجال الفونولوجیا وجعلوه یشمل وحدتین متصلتین: فونولوجیا
الوحدات: وظیفته البحث في الأصوات باعتبارھا أنماط للأصوات. وھي : مادة التركیب
الصوتي + الحركات + الفونیمات الأساسیة + مجموع الأصوات الصامتة. أما
الفرع الثاني فھو ما یسمى بفونولوجیا الظواھر التطریزیة أو فونولوجیا التطریز
الصوتي . و لقد أحدث الإنجلیز
نھجا جدیدا أطلقوا علیه : مبدأ تعدد الأنظمة كرد فعل على الأمیركیین في معالجة
ھذین النوعین من المادة الصوتیة، حیث یدرسونھا تحت مسمى واحد ھو: علم الفونیمات
الذي یقابل مبدأ توحد الأنظمة.
4ـ المدرسة الأمیركیة عبر النظر الأمیركي فیما یختص بموضوع العلاقة بین
الفونیتیك والفونولوجیا بثلاث مراحل نوجزھا على النحو التالي
: المرحلة الأولى :
أثناءھا كان الأمیركیون یطلقون لفظ الفونولوجیا على الدراسة التاریخیة للأصوات،
والفونیتیك یطلقونه على ذلك النوع من الدراسة الصوتیة العامة التي لم تكن تعنى
بالتفریق بین جانبي الأصوات. المرحلة
الثانیة : في ھذه المرحلة كان
الدرس الصوتي قد قطع أشواطا طویلة، وھنا أحس الأمریكیون بضرورة تخصیص منھجین
لدراسة الأصوات، فأطلقوا الفونوتیك على ذلك الفرع الذي یُعنى بالنظر في الجانب
المادي للأصوات، أي الاھتمام بالآثار السمعیة الناتجة عن عملیات النطق. في حین لم يرفض
معظمھم أن یطلقوا الفونولوجیا على دراسة الأصوات من جانبھا الوظیفي اللغوي نظرا
لصعوبة ھذا الإطلاق المرتبطة بعلاقة ھذا المصطلح بالدراسة التاریخیة للأصوات،
واختاروا بدله مصطلح : الفونیم أو الوحدة الصوتیة ذات العنصر الممیز. إضافة إلى
رغبتھم في الفصل التام بین منھج الفونیتیك ومنھج الفونیم (الفونولوجیا)، نظرا
لوجود تشابك على مستوى مادتیھما. والمنھجان كلاھما یدخلان ویتبعان علم اللغة، وھما
یمثلان مرحلتین أو خطوتین من مراحل دراسة اللغة. وما یدرسه الأمریكیون باسم
الفونیم یكاد یتفق مع ما یبحثه
غیرھم تحت اسم الفونولوجیا. ویظھر ذلك كله ویبدو بوضوح في أعمال الكثیر من
اللغویین الأمیركیین، وخاصة في والبیئات العلمیة بإنجیل الدراسات اللغویة Langage كتاب
لصاحبه بلومفید المنعوت في الأوساط یقرر بلومفید
في كتابه ھذا أن الفونیتیك یدرس الأحداث النطقیة من ناحیتھا العضویة والفیزیائیة
بصرف النظر عن المعنى، ویمكن تناول الأصوات عنده انطلاقا من ثلاث طرق : الأولى : أن تصنف من جانبھا المادي، فنسجل خواصھا النطقیة الفیزیائیة، ویتم
ذلك عن طریق ما یسمى بالفونیتیك بفروعه الثلاث النطقي الفیزیائي والنحوي. الثانیة : التعرف على الأنماط والوحدات الصوتیة المكونة للنظام الصوتي
للغة معینة عن طریق الخبرة الذاتیة. الثالثة: النظر في الأصوات بوصفھا وحدات ممیزة المعنى في اللغة، وھي
محور دراسته ومناقشته
تحت اسم الفونیم، وھي في مقابل الطریقتین الأولتین وھي تتوج العمل الصوتي، وتحیله
إلى مجموعة من القواعد والقوانین. المرحلة الثالثة: ھي امتداد للمرحلة السابقة والخلاف بینھما أن الثانیة عمقت دراستھا
وتشعبت، ویظھر الخلاف بینھما أیضا في أن الثانیة استخدمت اصطلاحات جدیدة من بینھا : علم الوحدات الصوتیة و أیضا ھذه المرحلة تشعبت إلى شعبتین رئیسیتین: الأولى:
اختصت بالنظر فیما سموه بالوحدات الصوتیة أو الفونیمات التركیبیة.. أما
الثانیة: اھتمت بدراسة الوحدات أو الفونیمات الأخرى التي أطلقوا علیھا الفونیمات
الغیر تركیبیة أو الفونیمات فوق التركیب.