تلخيص كتاب علم الأصوات، كمال بشر، الجزء السادس.


تلخيص كتاب علم الأصوات، كمال بشر، الجزء السادس.

2 ـ فیردیناند دی سوسیر ھو الأساس الذي بني عليه الفصل بین علمي الأصوات، (الفونولوجیا والفونیتیك)، بالرغم من مقاربته ھذه لم تقده إلى المقابلة بینھما بشكل صریح، بل قابل بین الكلام واللغة كما سبق وأن تمت الإشارة، ودی سوسیر یفرق بین العلمین على النحو التالي:  یخصص كل واحد منھما لنوع معین من الدراسة، إذ الفونیتیك عنده علم تاریخي یبحث في تطور الأصوات،  بینما الفونولوجیا یدرس الأصوات من الناحیة العضویة أو یدرس میكانیكیة النطق، ویختلف دي سویسر عن غیره من الباحثین فیما یلي:
أ ـ  الفونیتیك دراسة تاریخیة، بین ما ھو عند مدرسة براغ یجوز أن یكون تاریخیا و وصفیا في نفس الوقت و علم الفونولوجیا عنده یقتصر على دراسة أصوات الكلام التي تكوّن الكلام، بینما نجد أن الفونوتیك یطابق الفونولوجیا عند أغلب الدارسین.
ب ـ وضعھما معا من حیث انتماؤھما أو عدم إنتمائھما إلى علم اللغة یختلف عند الفریقین.
ج ـ  الفونیتیك عنده ینتمي إلى علم اللغة وھو جزء لا یتجزأ منھا والفونولوجیا نظام ثانوي للبحث مساعد ومُعین للعلم الأول، وعكس ھذا تذھب إلیه معظم المدارس اللغویة.
د ـ الفونولوجیا عنده تعنى بالنظر في الأصوات، بوصفھا أنواعا وأنماطا عامة، ویطلق علیھا تسمیة : الفونیمات. ولھا عنده ـ أي الفونیمات ـ جانبان : عضوي یطابق حركات أعضاء النطق، والجانب الثاني نفسي، أو سماه : بالانطباع السمعي. والنظر في كتابه (محاضرات في علم اللغة العام) یؤكد لنا أن سوسیر كان یجد صعوبة في ربط الفونولوجیا بما أسماه ھو الكلام (الأحداث النطقیة)، دون اللغة القواعد والقوانین . كذلك نجد دي سوسیر یتوسع في مدلول الفونولوجیا من الناحیة التطبیقیة، ولم یلتزم بما حدده سابقا بضرورة اقتصار الفونولوجیا على دراسة أصوات الكلام المنطوق من الناحیة العضویة والقیم الدلالیة، وھوعنده أیضا مختص بدراسة الأحداث أو الأنماط الصوتیة عند أخذها منعزلة. ورأیه في الفونولوجیا یطابق آراء العلماء القدامى في عدم تفرقیھم بین الفونیتیك والفونولوجیا، كذلك نجده یقترح فونولوجیا أخرى تھتم بدراسة الأنماط والمقاطع عند اتصالھا، لأنھا في ھذه الحالة تكون مختلفة عنھا عندما توجد منعزلة. وھذا التحدید الضیق للفونولوجیا جعل بعض الباحثین أمثال غــراي یرى للغة جانبین:  جانب عضوي أو میكانیكي هو من اختصاص كل من الفونولوجیا والصرف   وجانب نفسي أو غير میكانیكي و هو من اختصاص علم الدلالة والنحو.
3 ـ المدرسة الإنجلیزیة یعني بھا المدرسة التي أسسها فیرث الذي لا تزال مبادئه واتجاھاته الرئیسیة تمثل المنحى و الخط التفكیري العام الذي سار علیه أتباعه من بعده. ففي الأصل وحتى وقت قریب، كانت الفینولوجیا عند الإنجلیز تمثل أو تقتصر على الدراسات التاریخیة للأصوات عكس ما ذھب إلیھ دي سوسیر. في حین كان الفونیتیك ذا مدلول واسع عندھم، یمثل البحث الصوتي في عمومه من الناحیة الصرفیة، دون تفریق بین جانبي الأصوات المادي وغیر المادي. ولم یكن عندھم نظام مخصص لدراسة الأصوات من الناحیة العضویة و الفیزیولوجیة، ونظام آخر مستقل یبحث في الأصوات من حیث وظائفھا وقیمھا التركیبیة.  لكن بعد ذلك تأثروا بالتفریق الذي اتجه إلیه معظم الدارسین القائم على التفریق بین الفونیتیك والفونولوجیا، ولو من الناحیة النظریة وعدلوا إذ ذاك نظرتھم على نحو رسموه لأنفسھم،  وبالرغم من انسیاقھم إلى مبدأ التفریق بین الفونیتیك والفونولوجي، فإنھم لم یصلوا لحد التفریق التام الذي وقع فیه غیرھم، وكانت محاولة التفریق عندھم منصبة على الجانب النظري فقط . وحرص فیرث وغیره من الدارسین الإنجلیز على قوة الاتصال بین العلمین، بالرغم من تمثلیھما لمستویین مختلفین من الدراسة، إلا أن النتائج المترتبة عنھما مؤتلفة ومتكاملة.  ولھم تقسیم خاص یقوم 

هل أعجبك الموضوع ؟

تعليقات المدونة :