تلخيص كتاب علم الأصوات، كمال بشر، الجزء الخامس.





تلخيص كتاب علم الاصوات، كمال بشر، الجزء الخامس.


Longe ویقصد بھا اللغة المعینة التي في رأیه شيء لا ینطق بل مخزن في ذھن الجماعة. وكان التفریق ما بین اللغة والكلام المنطوق هوالجانب الرئیسي للتفریق بین فرعي علم الأصوات عند ھذه المدرسة.. فالفونیتیك عند ھذه المدرسة = علم أصوات الكلام: وھو أقرب ما یكون إلى علوم الطبیعة، وظیفته دراسة الأصوات المنطوقة بالفعل، بالإضافة إلى النظر في حركات الأعضاء عند النطق، وملاحظ أوضاعھا. وعالم الفونیتیك عند ھذه المدرسة یجري وراء معرفة أحداث النطق، لملاحظة مصدرھا، ویدرس وظیفة ھذا المصدر بصورة تفصیلیة.. بینما الفونولوجیا = علم أوات اللغة، وھذا جزء لا یتجزأ من علم اللغة، ووظیفته دراسة الفونیمات المشكلة للمعنى اللغوي باعتبارھا عناصر عقلیة غیر مادیة، یكون تحقیقھا المادي عبر الصوت عند النطق. ورجل الفونولوجیا عند ھذه المدرسة یعمق النظر في الشعور أو الوعي اللغوي للبیئة المعینة فیدرس الصور الذھنیة الصوتیة ذات القیم الممیزة المكونة للكلمات واللغة ذاتھا.
ویبقى تروبتسكي من أبرز أعلام ھذه المدرسة، وقدم ھذا الباحث مجموعة من الآراء بھذا الخصوص یمكن إجمالھا في یلي:  علم الفونیتیك عنده یھتم بما ینطقه الإنسان في الحقیقة والواقع عندما یتكلم، في حین یھتم الفونولوجیا بما یظن ویتصور الإنسان أنه ینطقه، وھذا التفصیل یصر علیه رجال آخرون من أعلام ھذه المدرسة إلى جانب تروبتسكوي كجاكبسون وكارسیفسكي، لكن الأول أكثر نشاطا منھما حتى أن ھذه الفكرة نسبن إلیه.. ولقد سار في ھذا الاتجاه ـ أي الفصل بین الفونیتیك والفونولوجیا ـ كل أولائك الذین تبعوا دي سوسیر في أساس ھذا الفصل، أي التفریق بین الكلام بوصفه نشاطا عضویا، واللغة باعتبارھا قواعد عقلیة ذات نظم معقدة. كذلك نجد ـ إلى جانب تروبتسكوي ـ اللغوي جیلسن الذي یعتبر من أبرز علماء مدرسة براغ، یعتبر اللغة تتضمن عنصرین من حیث التركیب:  الأصوات + الفكر أو التعبیر اللفظي + التعبیر المعنوي.  فالأول عنده خارجه عن اختصاص اللغویین، لھذا أھمله اثناء تقسیمه وتفریعه وتصنیفه للعلوم اللغویة، لأنه من في نظره من اختصاص الفیزیائیین. والفصل بین الفونیتیك والفونولوجیا یطابق التفریق بین جانبي الكلام الإنساني ( الكلام المنطوق واللغة المعینة ). والذین تحمسوا للتفریق بین الكلام واللغة ھم من دعوا إلى التفریق بین الفونیتیك والفونولوجیا، على أساس أن الفونیم عندھم ھو وحدة صوتیة قادرة على التفریق بین الكلمات.  ھذا التفریق لقي اعتراضات شدیدة من قبل العدید من دارسي اللغة، وخاصة مسألة التفریق بین الكلام واللغة. خاصة من قبل الدارسین المحدثین، وھؤلاء یعتبرون اللغة و كذلك الكلام جانبین لشيء واحد، لأن كلام الفرد لیس شیئا منفصلا عن لغة الجماعة. ونفس الأمر بالنسبة لعلميْ الأصوات، إنھما في نظر ھؤلاء الباحثین نظامین من الدرس الصوتي یتوجھان بالبحث نحو موضوع واحد وھو الأصوات اللغویة. والواحد منھما یكمل الآخر، والفرق بینھما لا یعدو أن یكون في المنھج والأسلوب. ھذا ونجد بعض المنتسبین إلى مدرسة براغ یعارضون ھذا الفصل، ویؤكدون شدة ارتباطھما ببعضھما البعض، وھو ارتبطا متبادل یقول به علم من أعلامھا ھو ترنكا. ومسألة الفصل بین الفونیتیك والفونولوجیا لم تعد ذات قیمة في عصرنا الحاضر، ولیس لھا من یشایعھا، لأن التفريق بينهما لم يؤدي إلى النتائج المطلوبة، والعمل السائد الآن ھو العمل على تقریب الشقة بین ھذین العلمین بصورة نظریة وتطبیقیة معا، لأن الآن مجرد النطق بعلم الأصوات أو الفونیتیك كافي للدلالة علیھما معا دون تحدید أو تفریق، باستثناء إذا أردنا أن الإشارة إلى الجانب الوظیفي للأصوات، فإننا حین ذلك ملزمون باستعمال مصطلح الفونولوجیا.  وموقف رواد مدرسة براغ من ھذه القضیة یشبه إلى حد ما موقف العبقري السویسري دي سوسیر، خصوصا مسألة التفریق بین الكلام واللغة، وكلاھما شكلا منطلقا أصیلا لكثیر من الدراسات اللغویة. كل ما قیل عن ھذه المدرسة، لا یقلل من قیمتھا في مجال الدراسة الصوتیة، وتبقى جھود تروبتسكوي النواة الأصلیة لتطور الدراسات الصوتیة عند ھذه المدرسة، خاصة في مجال الفونولوجیا. وفي كل الأحوال، فإن مدرسة براغ ھي من أرست قواعد البحث بشكل أساسي في الفونولوجیا.


هل أعجبك الموضوع ؟

تعليقات المدونة :